الخصوصية بين الزوجين
س: هل هناك خصوصية بين الزوجين ؟..أم أنها تتنافى مع الحب..؟
ج :
ما هي الخصوصية ..؟
الخصوصية : هي حق للإنسان ليحافظ على معلوماته الشخصية، وحياته الخاصة التي يراها هو خاصة دون اﻵخرين..!
وتختلف وجهات النظر تجاه الخصوصية بين قائل بضرورة وجودها، وبين قائل ببشاعتها و أنها لا يجب أن تكون فى العلاقات القريبة ﻻ سيما العلاقات التي من شأنها الحميمية كعلاقة اﻷزواج مثلا...
فقد يكون الزوجان قريبين من بعضهما وتربطهما ألفة كبيرة ولكن أحدهما (تبعًا لأفكاره الشخصية) يحب من الطرف اﻷخر احترام خصوصيته !.
عدم احترام الخصوصيات يُفهم على أنه تطفل لا لزوم له لأنه يؤدي إلى سوء تفاهمات، كما يمكن أن يعني بأنه تجسس على الآخر وتجاوز للحدود في العلاقة.
ماذا عن عدم احترام الخصوصية؟
وعدم احترام الخصوصيات يمكن أن يؤدي كذلك إلى الغيرة التي تخدش كثيرًا بالعلاقة الزوجية...بينما يرى الطرف اﻵخر أن عدم وجود خصوصية يعني أنه إزالة للحواجز فيما بينهما وأن الحواجز تصنع من علاقتنا القريبة علاقة ﻻ روح فيها كأننا (أغراب )..!
ولكن ذلك غير صحيح، وإن كان صحيحًا فإنه غير مستحب ولا في أية علاقة من العلاقات..!
دراسة
وقد كتبت الباحثة الاجتماعية البرازيلية “آنا كازونا” أن المعاشرة الطويلة بين الزوجين لا تزيل الحواجز حول بعض الخصوصيات والعادات الخاصة جدا المتعلقة بطبيعة كل إنسان وأوضحت بأن الزوجين يتشاركان في معرفة الأصدقاء والعلاقات العائلية وحتى في شيفرات بطاقات الائتمان، ولكن مع ذلك فإن هناك خصوصيات كثيرة لكل من الزوج والزوجة، خصوصيات متعلقة بالمرأة وأخرى متعلقة بالرجل.
وهذا الجزء من المقال يتفق مع مجموع النصوص الشرعية التي تخص الخصوصية.
الفرق بين المشاركة والخصوصية
دعونا نُفرق بين التشارك أو المشاركة وبين الخصوصية:
إن هناك فرقا كبيرا بين التشارك والخصوصيات. فالزوجين يمكن أن يتشاركا في كل مايتعلق بالحياة الزوجية من حيث التفاهم حول معظم القضايا كاختيار الأصدقاء ورسم حدود العلاقة مع عائلتيهما وإنجاب الأولاد وتربيتهما والمصاريف اليومية والسفر وقضاء الأجازات ومساعدة بعضهما البعض في حالات المرض وغيرها.
التشارك في هذه الأمور لا تعني خصوصيات ولا تعني بأن أحدا يقتحم خصوصيات الآخر.
وأما الخصوصيات فعلى سبيل المثال: بعض الأزواج يرتبكون في الحديث عندما يشعرون بأن أحدا يتنصت عليهم فإن ذهب أو ذهبت لغرفته للحديث على الهاتف فهذا لايعني بالضرورة محاولة لإخفاء شيء عن الآخر، بل هي طبيعة الشخص ولا تعني أيضا شكًا في الآخر حول احتمال وجود خيانة زوجية..ﻻ سمح الله..
بل إن خرق الخصوصيات هو نوع من التجسس على الآخر.. فالمرأة التي تضع أذنيها على فتحة الباب لتستمع إلى حديث زوجها مع أحد ما هو نوع من التجسس عليه وكذلك دليل ضعف الثقة المتبادلة بينهما. فليس كل حديث خاص يعني بأن الآخر يحاول ارتكاب أخطاء ...
ومن الخصوصيات التي تعتبر سيئة جدا هو البحث عن الأشياء في جيوب الآخر وهو تصرف طفولي، لأن من يخطئ فإنه سيعمد إلى إخفاء جميع الأدلة.
والواقع يخبرنا بأن علاقات زوجية كثيرة انهارت بسبب محاولات اختراق خصوصيات أحد الطرفين، وبخاصة محاولات النساء معرفة أرقام الهواتف في الهاتف المحمول للزوج أو محاولة التجسس للكشف عن الرقم السري البريد الالكتروني والعمل على تعقب أحدهما للآخر لمعرفة الأماكن التي يتردد أو تتردد عليها.
والخلاصة:
خذا حظكما من المشاركات مع الطرف اﻵخر واستمتعا بذلك ..واحذرا من انتهاك كل مايعتبره الطرف اﻵخر خصوصية حتى وإن كان شيئا أنت تستغربه فقد يكون اﻷمر يتعلق بثقة الطرف الآخر بنفسه ﻻ ثقتك به أو العكس..
و هذا طبعا فى ماعدا إذا سمح الطرف الآخر بذلك..
علما أن الخصوصية ﻻ تتنافي مع الحب بل هي تثري الحب وهى كالملح في الطعام وإشعار الطرف الآخر باحترامي لخصوصيته يحفزه لكشفها مع تعزيز الشعور بالأمان..
وفقكما الله لما يحب في رضاه ..و أنزل عليكما كل بر و سرور 🙂
إرسال تعليق
يمكن أن تترك تعليقا