أرجوك يا أسد...!

 أرجوك يا أسد...!

 * حول مقاومة التغيير*  




...... ....... .......

فى الغابة الاستوائية البعيدة و من وسط الأشجار المتشابكة قفز القرد الحاجب مخترقا أشعة الشمس التى أحاطت بسيده الأسد قائلا:سيدى الأسد ..إن الكلب قد ملأ الدنيا نباحا ...يريد أن يقابلك لأمر هام..

زأر الأسد ...ثم قال :دعه يدخل...دخل الكلب مرتاعا خائفا..قد سال لعابه من فرط توتره..قال له الأسد: ماذا تريد؟...قال الكلب:أرجوك مولاى ملك الغابة....أرجوك سيدى الأسد..

(كان الأسد على اخره من كثرة شكاوى حيوانات الغابة من الكلب)...نظر الأسد الى الكلب نظرة كانت كفيلة بأن يدخل فى الموضوع مباشرة قائلا: أريد من سموك وانت السلطة العليا فى الغابة أن تغير لى اسمى 

!

ضحك الأسد ضحكة...اهتزت على اثرها اشجار الغابة...قائلا للكلب : أنت كلب لن تعدو قدرك....طلبك مرفوض.....أخذ الكلب الصدمة وطأطأ رأسه وهم بالانصراف ....فناداه الأسد انتظر...تسمر الكلب فى مكانه...وراح الأسد يدور حوله متفحصا اياه.. ثم قال:خذ قطعة اللحم هذه وآتيك فى أخر النهار فإن لم تأكلها غيرت لك اسمك..!

قال الكلب فرحا :إذن أعتبر أن اسمى قد تغير من الآن ؟

قال الأسد لا تستبق الأحداث ...هيا انصرف....أخذ الكلب قطعة اللحم وهرول إلى بيته فى انتظار آخر النهار ..

ومر ثلثى النهار وبدأ الجوع يقرص بطن الكلب...وأمامه قطعة اللحم ...ونفسه تراوده عليها....مر الوقت وعانقت الشمس أرض الغابة وأوشكت على المغيب...واحتدم الصراع بين الكلب وبين نفسه انتهى الى :...أن قال الكلب : وما الذى يعيب اسم كلب ؟

انه اسم جميل ..ثم انقض على قطعة اللحم وأكلها....جاء الأسد فى موعده فقال له الكلب :لقد اقتنعت باسمى لا شئ فيه شكرا لك ملك الغابة..!

.....

واذا تحولنا إلى دنيا الناس كم من الناس يتمنى التغيير بل ويبحث عنه ويتخذ خطوات فعلية من أجل الوصول اليه فتفجأه نفسه أنها أول المعترضين...وأنها أول العقبات ....وأن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.....فيرى مقاومة شديدة للتغير الذى يريد وقد تغلبه هذه المقاومة فيعود القهقرة وهو حسير.....ويرضى بالوضع كما هو دون تغيير..وقد يفطن الإنسان ويصبر على ألم المقاومة ساعة فيسعد الى قيام الساعة.......

وتمتد مقاومة التغيير إلى كل دقائق الحياة حتى غض البصر أو العبوس أو حتى اماطة الأذى عن النفس أو الطريق ..

إن التغيير يحتاج لأصحاب النفس الطويل .. الذين يمتلكون مهارة مقاومة المقاومة !

فالتغيير لا يروق للكثيرين .. لذلك تحدث المقاومة .. سواء العلنية الصريحة .. أو الخفية الماكرة .. وهذا بسبب الخوف من تأثيرات التغيير.. وحبًا في إبقاء الوضع كما هو .. بما فيه من مصالح وعلاقات وامتيازات .. وأسباب أخرى تتعلق بعدم الاقتناع بالأفكار الجديدة .. وعدم الرغبة في التجديد .. والعناد الغير مبرر ... الخ

وتبدأ المقاومة بالرفض .. بحجة عدم وضوح الأهداف .. وعدم الواقعية .. وأن الوقت غير مناسب .. ولا يحتمل التجارب .. وطرق أخرى ..

والمشكلة الأخرى تكمن في فتور من يحمل لواء التغيير .. فعند أول رفض أو تسويف أو حدوث مشكلة .. نرى تراجعًا .. أو انسحابًا مفاجئًا .أو أكلا لقطعة اللحم!!!. وكأن الأمر أصبح لا يعنيه ....

والمطلوب تحديدا من أجل تقليل المقاومة:

*أين أنا الأن ؟...ما هى إمكاناتى؟..هل أتقدم أم أتاخر...

*التغيير خطوة خطوة سواء اتسعت هذه الخطوة أو ضاقت...المهم انى على طريق التغيير...

*اهدنا الصراط المستقبم......اهدنا فيمن هديت....اسلحة لاتقهر!!!

*العمل الجماعى بركاته لا تنقطع(الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين ابعد).

*التعلم والاتصال جمع معلومات عما اريد الوصول اليه من التغيير والتواصل مع اصحاب الخبرات السابقة ممن سبقوك على الطريق.

*ما استحسنت من غيرك فاعمل به , وما استقبحت فاجتنبه , فإن المرء لا يرى عيب نفسه.

......

.....

....

ان الكلب اعزكم الله حاول أن يبدأ التغيير من الخارج ففشل فشلا ذريعا....وكأنه لو تسمى أسدا سيتغير الحال...التغيير يبدأ من الداخل وكلما كان من الداخل أكثر كلما قلت المقاومة أو انعدمت ...

ان الكلب (أكرمكم الله) رضي بالدون ولم يتجه نحو العلا ففشل ...تهيب صعود الجبال فكان مصيره ابد الدهر بين الحفر....

.. لم يلتفت الكلب الى صفته الايجابية المعروفة عنه وهى الوفاء فيرقيها ويحسنها فيرتفع بها ومعها بل ارتكز على ادنئ صفاته وهى الطمع ففشل....لذلك لاتتوقف كثيرا عند نقاط ضعفك بل التفت الى نقاط قوتك فزدها قوة تمحو بها نقاط ضعفك...

.

.

.

ارجوك أيها الأسد هكذا بدأ الكلب.....

أشكرك أيها الأسد هكذا انتهى الكلب ....وبينهما فشل ذريع

والسؤال.....

كبف نبدأ وكيف ننتهى؟

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يمكن أن تترك تعليقا

الاسمبريد إلكترونيرسالة