هل حقاً نحتاج للناس ؟
طول عمرنا بنسمع ان الناس للناس وان الجنه من غير ناس ماتنداس و برده كنا بنسمع ان داء الناس في الناس حتى صار عندنا إشكال في الناس برغم أننا من الناس هل إحنا محتاجين الناس ولا ينفع نعيش من غير ناس ؟في الحقيقة ان الذي يدفع الناس الى الاستغناء عن الناس هو ما يلقونه من اذى ولكن نحن لا نستطيع البتة أن نعيش بغير الناس فاحتياجاتنا النفسية لا يمكن أن تباع وتشترى إنما هي يتلقاها الناس من الناس لذلك قالت العرب :
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻬﻢ ﻭﺍﻟﻌﺴﺮ ﻭﺍﻟﻴﺴﺮ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﻭﺳﺎﻋﺎﺕُ
ﻭﺃﻛﺮﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﺭﻯ ﺭﺟﻞٌ ﺗﻘﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺣﺎﺟﺎﺕُ
و قد جاء في الحديث الشريف:" المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا"
و في المقولة الإنجليزية الشهيرة: (A problem shared, really is a problem halved)
وهي مقولة في غاية الروعة والبيان و قد تجسدت قديماً و حديثاً بين المحسنين الأوفياء من الناس و معناها ببساطة : أن المشكلة إذا قمنا باقتسامها ستصبح نصف مشكلة ، فقط إذا كان الأشخاص الذين تشارك مشكلتك معهم يتمتعون بالقلب والمهارات ، فقد يساعدونك جيدًا من خلال كل شئ حتي دموعهم !
يملك الكثير من الناس مبررات مختلفة حقيقية أو وهمية و منها :
وهكذا من الممكن أن نحرم أنفسنا من امتيازات مشاركة مشاعرنا و آلامنا مع من يستحق من أحبابنا أو حتى متخصص نفسي و بالرغم من وجود فئة كبيرة من الناس لا تفضل أن تتشارك مشاكلها أو آلامها بل و حتى أفراحها ، هناك فئة أخري تفضل فعل ذلك و يعرفون كيف يستفيدون من ذلك حتى و لو لم تكن الحلول هي بغيتهم!
وفي دراسة أخري في نفس السياق : قام العلماء بإحضار أحد الأشخاص و أوقفوه حافياً على الجليد فلم يطيق الوقوف إلا بضع ثوان ، ثم أتوا بصديقه الحميم حافيا إلى جواره فطال وقت وقوفهما ، ثم أتوا بأسرته فطال الوقت أكثر و أكثر !
و كما هو واضح لك - عزيزي القارئ - ناتج هذه الدراسة و الشرط في نجاحها هو الصدق و الحميمية .
حتى إن كنت فقدت الأمان من تجاربك القديمة فلعلك تجرب مرة أحري بخبرات جديدة مع اتخاذ اللازم لحماية قلبك الجميل🙂
الفرحة ÷ 2 = فرحتين
الحزن ÷2= 1\2 حزن
و لكن لماذا لا يشارك بعض الناس مشاكلهم؟
يملك الكثير من الناس مبررات مختلفة حقيقية أو وهمية و منها :
- لأنني لا أريد أن أربك أصدقائي.
- لأنني لا أريد أن أقلق أحبابي.
- لأنني لا أثق بأحد.
- لأن الآخر ممكن يفكر أني أقل منه.
- لأنه يجعلني أشعر بالحاجة.
- لأن الحديث عنها يجعلها أكثر ألما.
- لأن لا أحد يهتم.
- لأن الناس ستخبرني أنها ليست مشكلة كبيرة أو أن كل شيء يحدث لسبب ما أو أنه ليس سيئًا للغاية.
- لأنني لا أريد من أحد أن يصلح الأشياء من أجلي
- لأنني لست بحاجة لأحد يقوم بانقاذي.
- لأنني لا أريد نصيحة.
- لأنني لا أريد أن أفكر في الأزمة بعد الآن.
- لأن مشاكلي مملة.
- لأنني بحاجة إلى استراحة أكثر من محادثة.
- لأنني بحاجة إلى اكتشاف الأشياء بمفردي.
وهكذا من الممكن أن نحرم أنفسنا من امتيازات مشاركة مشاعرنا و آلامنا مع من يستحق من أحبابنا أو حتى متخصص نفسي و بالرغم من وجود فئة كبيرة من الناس لا تفضل أن تتشارك مشاكلها أو آلامها بل و حتى أفراحها ، هناك فئة أخري تفضل فعل ذلك و يعرفون كيف يستفيدون من ذلك حتى و لو لم تكن الحلول هي بغيتهم!
لماذا يتشارك الناس المشاكل إذا كانوا لا يريدون الحلول؟
يمكن أن يكون هناك عدة أسباب:
- في بعض الأحيان ، يمكن أن تساعد مشاركة المشكلة مع الآخرين في توجيه الأفكار بحيث يريدون فقط أن يستمع إليها شخص ما ولا يبحث عن حلول فعلية.
- قد يرغبون في تعاطف الآخرين واهتمامهم.(احتياج نفسي)
- البحث عن حلول سهلة وسريعة مثل تصحيح العمل وليس الحلول الأساسية. لذلك إذا كنت ستشاركهم بالحلول التي تتطلب قدرًا كبيرًا من العمل الشاق ، فلن يرغبوا في الاستماع إليها.
- يمكن أن تكون إحدى الحالات أنه ليس لديهم أي مشكلة. ربما يريدون إضاعة الوقت والطاقة من شخص آخر رغبة في الأنس.
هل هناك دراسة علمية تؤكد صحة المقولة أن المشكلات تقل بمشاركتها ؟
أثبت باحثون من كاليفورنيا أن أفضل طريقة للتغلب على التوتر هي مشاركة مشاعرك - والمشاركة مع شخص في نفس الموقف تؤدي إلى أفضل النتائج.وقالت الدراسة أن هذا يرجع إلى أن مشاركة موقف خطير مع شخص في حالة عاطفية مماثلة `` يحمي الأفراد من التعرض لمستويات عالية من التوتر الذي يصاحب عادة التهديد ''.وفي دراسة أخري في نفس السياق : قام العلماء بإحضار أحد الأشخاص و أوقفوه حافياً على الجليد فلم يطيق الوقوف إلا بضع ثوان ، ثم أتوا بصديقه الحميم حافيا إلى جواره فطال وقت وقوفهما ، ثم أتوا بأسرته فطال الوقت أكثر و أكثر !
و كما هو واضح لك - عزيزي القارئ - ناتج هذه الدراسة و الشرط في نجاحها هو الصدق و الحميمية .
ماذا أفعل و قد أُصبت بعقدة من الناس ؟
- لابد إذا أردنا أن نتشارك مشكلة خاصة أو مشاعر مؤلمة أن نتعلم كيف نحمي أنفسنا ، ماذا أقول ؟ لمن؟ متى وبأي طريقة؟
- كما يجب علينا أن نتعلم صناعة الحدود مع الآخرين.
- و أن نفهم أنماط الناس المختلفة منعاً لتكرار الخذلان.
- و أن نترك التعميم في التفكير (كل الناس شريرة)
حتى إن كنت فقدت الأمان من تجاربك القديمة فلعلك تجرب مرة أحري بخبرات جديدة مع اتخاذ اللازم لحماية قلبك الجميل🙂
الفرحة ÷ 2 = فرحتين
الحزن ÷2= 1\2 حزن
إرسال تعليق
يمكن أن تترك تعليقا