الفاتنة (قصة قصيرة)
لم يكن يوما عميلا مزدوجا دخل الإسلام ليفسد فيه او يتجسس على أجهزته العليا ، ولم يكن منتفعا شهوانيا أراد أن يسلم من أجل حفنة من المال أو سهم فى الغنائم،بل أسلم مختاراً محبا للإسلام وحسُن اسلامه و اقتدى به الناس فترة من الزمن ثم ....
دعونا نقلب صفحات الزمن ونرى ماذا فعل الرجل؟
.
لما فتح المسلمون مصر بقيادة عمرو بن العاص(رضى الله عنه) واستتب الأمر بعث عمرو برسالة إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب(رضى الله عنه) يخبره فيها بأحوال مصر وأهلها ثم طلب منه أن يبعث الى مصر مبعوثا يعلم أهل مصر القرآن،فاختار عمر رجلاً من تلاميذ معاذ بن جبل المشهود لهم ثم أرسل إلى عمرو بن العاص برسالة جاء فيها:وقد أرسلت اليكم رجلا آثرتك وأهل مصر به على نفسي فإذا جاءك فأكرم نزله و قرب داره من المسجد ؛ ليعلم الناس القرآن والفقه .
فترك عمرو بن العاص داره القريبة من المسجد لمبعوث أمير المؤمنين معلم أهل مصر القرآن وسكن دارا أخرى !
ومرت الأيام ومات عمر بن الخطاب وتولى عثمان الخلافة ومات عثمان وتولى على الخلافة(رضى الله عنهم جميعا)وارتحل الرجل من مصر قاصداً الكوفة...وبينا هو يسير فى بعض أسواقها رأى جلبة واجتماع الناس فسأل عن الخبر فلم يجبه أحد!..فاخترق صفوف الناس وجدهم ينظرون لامرأة بارعة الجمال...أخذت بخطام قلبه ساعة رآها فتبعها و استوقفها طالبا خطبتها فأبت ، قائلة :لا تقوى على مهرى.. فقال: وما تريدين؟
قالت: ثلاثة آلاف وعبد وقينة وقتل علىّ !
فقال : أما قتل على فما أراك ذكرته وأنت تريدينني ، قالت : بلى , التمس غرته فإن أصبته شفيت نفسك ونفسي ونفعك العيش معي وإن قتلت فما عند الله خير من الدنيا وما فيها !
قال امهلينى ثلاثا أفكر، ووافق الرجل !
وقتل عليا😢 ثم قُتل قصاصاً.
و في ارتدادة سريعة للماضي القريب قال صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه:
"يا على أتدرى من أشقى الأولين والآخرين؟
قال : الله ورسوله أعلم قال صلى الله عليه وسلم:أشقى الأولين عاقر الناقة...وأشقى الآخرين قاتلك ياعلى"
لم يكن صاحب القصة سوى عبدالرحمن بن ملجم قاتل علي بن أبى طالب الذى تحول من رجل يفتخر به عمربن الخطاب إلى اشقى الآخرين .ولم تكن المرأة الا قطام فاتنة تيم الرباب.
انهار الرجل وسقط من القمة الى القاع غير مأسوف عليه..انتكس و ترك الاستقامة .
و لا أخفيكم قولا لقد فزعت كيف ، متى / لماذا ؟
كيف يمكن أن ينهار بنيان أحدنا بعد كل هذا الثراء الإيماني ؟
متى يحدث و هو محاط بزمرة الطيبين ؟
لماذا يحدث و كل سبل الخير متاحة ؟
أما عن كيف : فالإنسان إن لم يتقدم سيتأخر صيانة البنيان مهمة للغاية.
أما عن متي : عصر الطيبين لا يقدس أحدا إنما يقدس الإنسان عمله.
وأما عن لماذا : فمن يهده الله فلا مضل له ، و العناية بالداخل و القلب من أهم المهمات .
وفى النهاية ..... إن بن ملجم 2022 لن يتردد أبدا في بيع القضية اذا قابل قطام فاتنة تيم الرباب وليس شرطا أن تكون امرأة !
إرسال تعليق
يمكن أن تترك تعليقا