الغرفة المظلمة (قصة قصيرة)
انزوى وحيداً في ركن الغرفة الرطيبة دون غطاء فقد كانت أحزانه تدثره و رغم الظلام كان كل شيء يلمع باللون الأبيض كأنه مرآة تعكس أوراق العمر البيضاء في الزمن الغابر ؛ كان يرى أيام العمر الجافة - كذلك -عبر النافذة ذات اللوحة الواحدة ، رغم أنها كانت مبللة بدموع كل من ظلموه إلا أن كل ما يعنيه الآن هو استنقاذ نفسه من هذه الأجواء الموحشة أجواء الظلمة والضيق و صوت نباح العاصفة ؛ في أي الشهور أنا ؟ إنها رائحة يناير الباردة ، كم مرت عليّ اشتية عامرة مليئة بالإنجازات و رفقة الأحباب ، لقد كان إيقاعي سريعاً . . سريعا لدرجة أنه كان يطوي الأرض من تحتي كانت أناقتي نفسية أكثر من أن تكون أناقة هندام كنت مقبولاَ لدي طين الأرض و ذهب المناجم ، كانت أنفاس أحبابي تمر من خلال رئتي فتنعشني و تنعشهم وكنت أنا لصيقاَ بأستاذي و معلمي استلهم منه ما أصنع و أغزل على منواله ببصمتي الشخصية و لكنه لم يعد موجوداَ فقد طوته الأرض بين طبقاتها - رحمه الله - و من وقتها كانت العثرات تلاحقني . . لا أدري هل الحزن أجهز علي همتي ؟ أم أنه قد أخذ بريقي معه مكان ما ذهب ؟ قد كنت أدري اجابة كل سؤال عن نفسي فماليّ الآن ؟
ساعدوني إنني حقاَ أري كل شئ و قد أصبح باهتا ، أقصد أمسي باهتا في أي وقت أنا؟
أواه حتى الوقت لا أميزه !
أنا لست متأكداَ من شئ ، لكن ذكرياتي الآن أمامي إنني أري قميص المدرسة الشتوي مع صوت برنامج ( أبلة فضيلة ) ينطلق من راديو فيليبس العتيق و أمي تضع لي السندوتشات في الكيس البلاستيكي توصيني بإعطاء من لا يملك طعاما من أصدقائي و أنا أوافق علي كلامها مع تبييت النية بأكل كل ما في الكيس وحدي ،لقد كنت طفلا بدينا مملوءً بالعطف إلا عند حضور الطعام (ابتسامة)
تنقلني الذكري الآن إلى المرحلة الاعدادية و فريق الإلقاء و فوزي بالمركز الأول و وصية أبي ( خليك كويس ) التي لم أكن أستطيع أن أترجمها بشكل دقيق و لكن ابتسامة والدي التي كانت تغلفها لا أنساها ، ابتسامة تهون الصعاب ، كنت وقتها أتقمص شخصية الشاعر الصغير الذي سيرث عما قريب تراث شوقي و حافظ ابراهيم
***
ما هذه القفزة الشاسعة إنه يوم موت أبي . . أنا لم أشبع منك قط ، دخلت إلي غرفة المستشفى على أطراف أصابعي ؛ إنها المرة الأولي التي أفقد فيها حبيباً ، ما الذي يتوجب عليّ فعله الآن ؟
لقد أصبحت رب الأسرة ، ذلك الفتى المدلل أصبح مسئولاَ . . حسناَ أنا لها و كم فرحت بنفسي حين رأيتني أعرف كيف أفعل و أستطيع أن أحمل و أتحمل .
ششششش ضوضاء الماضي تريح قلبي و تبهج نفسي لكنها لا تفسر لي ما الذي يحدث الآن ما كل هذه الربكة و ما كل كمية الظلام الأبيض ؟
ما هذا أحدهم يطرق باب شقتنا ، من يأتينا في هذا الوقت ؟
إنه صوت زوجتي وبناتي إنهم قادمون تجاه غرفتي فتح ابني الأكبر الباب دون أن يستأذن على غير العادة ، ثم نادى بعض الغرباء تفضلوا هو الآن جاهز للغسل ستكون الجنازة ظهراً إن شاء الله .
إنا لله و إنا إليه راجعون من مات ؟
إنه أنا آآآآآآه لقد علمت سبب هذه الربكة كنت أود أن أعيش قليلا حتى تتحسن أعمالي ..رحماك . . و لا راحم إلا أنت. الودااا ع.
نادي أحدهم بسم الله سنبدأ بنزع ثيابه العلوية.
النهاية.
حلو جدا بجد
ردحذفمتخيلتش لحد النهاية انه يكون مات فعليًا فدي براعة في استخدام اللغة فضلًا عن المغذى كمان 🙏❤️