أهمية كتابة اليوميات و دورها في الاستقرار النفسي

 

أهمية كتابة اليوميات و دورها في الاستقرار النفسي




أعتقد بشكل كبير أنك قد سمعت من قبل عن مصطلح تدوين اليوميات Journaling،لكني أتساءل هل قمت بتجربته من قبل أم لا؟ إن كثيرا من الناس يمتنع عن التدوين رغم أهميته فهو في ظاهره فكرة مؤرقة و مملة بعض الشيء،بل و يتم نسبتها غالبا إلي المراهقة أو الرومانسية الحالمة و فقط  !

تاريخ التدوين :

و علي العكس من ذلك  فمنذ القدم بدأ الإنسان بتدوين يومياته، فكان قبل اختراع الكتابة يرسم أحداث يومه على جدران الكهوف التي كان يعيش فيها، والتي من خلالها تعرفنا على طبيعة حياته وكل ما يرتبط بالحقبة التي عاشها، ومع اختراع الكتابة اتخذت اليوميات دوراً جديداً أكثر وقيمة اليوميات أكبر بكثير مما يعتقد البعض، ف اليوميات التي كتبها الأقدمون كانت مرجعا أساسياً للعديد من المؤرخين، في سبر الزمن الماضي وما فيه من أحداث بارزة، وعادات وقيم المجتمع.
وأكبر مثال على ذلك يوميات عضو البرلمان البريطاني صموئيل بيبيز (‬1633 - ‬1703)، التي تضم ستة مجلدات والتي كتبت بشفرة اختزال خاصة به، عثر على رموزها في مكتبته الضخمة. وتعد من أشهر اليوميات في التاريخ حتى يومنا هذا، وتتميز بمنحها الباحثين تصور كامل عن طبيعة الحياة وتفاصيلها خلال حياة كاتبها. وتقدم يومياته تفاصيلاً دقيقة عن الحياة في لندن في مرحلة ‬1660، وأكبر الأحداث فيها كوباء الطاعون الكبير عام ‬1665،و حريق لندن الكبير عام ‬1666، وكيف أثرت مثل هذه الأحداث على حياة الناس.

ما هو التدوين ؟


تدوين اليوميات هو مساحة شخصية يحتفظ فيها الشخص بأفكاره وينفّس عن مشاعره ويعبر عن آرائه، إذ يمكنه فعل ذلك بعدة طرق مثل: الكتابة أو الرسم باستخدام الورق أو الكمبيوتر. تُعد طريقة تدوين اليوميات منخفضة التكلفة وبسيطة لتحسين الصحة العقلية، لكن ليس سهلًا البدء بتدوين اليوميات، إذ يصعُب فعل ذلك يوميًا، وهذا ما يُثني الناس عن الإقدام على هذه الخطوة. من جهةٍ أخرى، ينعكس تأثير تدوين اليوميات إيجابًا على الصحة العقلية حتى إذا لم تُدون يوميًا.



لماذا أقوم بالتدوين؟


(1)

لكتابة اليوميات مردود عظيم على النشاط الذهني والروحي والنفسي، فهي تمكننا من السيطرة على شعورنا بالتوتر والإجهاد (ما يؤثر بدوره على مستويات نشاطنا). ومن ناحية أخرى، أثبتت الدراسات أن الكتابة التعبيرية (مثل كتابة اليوميات) لمدة 15 إلى 20 دقيقة يومياً تقوي المناعة، وتخفض ضغط الدم، وتحسن وظائف الكبد.

(2) تقليل الشعور بالقلق:

إن التعبير عن المشاعر يقلل الشعور بالضغط النفسي، إذ وجد الباحثون أن أولئك الذين يعانون من حالات طبية مختلفة إضافةً إلى القلق ويكتبون يوميًا لمدة 15 دقيقةً لثلاثة أيام أسبوعيًا مدة 12 أسبوعًا، زاد شعورهم بالسعادة وتناقص شعورهم بالاكتئاب بعد شهر واحد. استمرت صحتهم العقلية بالتحسن نتلا توجد قاعدة صارمة بشأن ما يجب الكتابة عنه، إنها مساحتك الشخصية للتعبير. لا تقلق بشأن القواعد الإملائية أو صياغة الجمل أو ما قد يعتقده الآخرون. قد يفضل بعض الناس الكتابة فقط عن الأشياء التي تزعجهم، لكن كما ذكرنا سابقًا يجب أن تفعل ذلك بالطريقة التي تراها مناسبة.

 

(3)
للحفاظ على ذكرياتك:

عندما تقوم بالتدوين تسجل الذكريات المبهجة والحزينة فعندما تقوم بقراءة اليوميات الخاصة بك فأنت تتذكر ذكريات هذا اليوم بالكامل مع التعلم من أخطاء ما حدث و الانبساط بما حدث.

(4) الإحساس بالوقت:

أن يمر الأسبوع ولا تشعر به أو تشعر و كأنه يوم مر سريعا هل جربت هذا الشعور من قبل ؟ عندما تدون يومياتك تكون على معرفة بأيامك و تشعر و كأنك تعيش كل لحظة في يومك بتركيز.

(5) التعود على الامتنان و الشكر :

دع هرمونات السعادة تتدفق من خلال كتابتك لقائمة الامتنان. يتطلب تدوين اليوميات المتعلقة بالامتنان بضع دقائق كل يوم حيث تقوم بإعداد قائمة بكل الأشياء التي تشعرك بالامتنان. سوف يساعدك هذا الأمر على تخفيف تركيزك على مخاوفك وقلقك، والتركيز أكثر على النعم العديدة والبسيطة التي تعتبرها أمراً مسلماً به كل يوم، وبالتالي تكون طريقة سريعة لتحسين صحتك العقلية ومنحك نظرة إيجابية عن الحياة.

(6) 
التخطيط و تنظيم الدماغ:

و رؤية أخطاء التفكير فالخطأ على الورق أهون من الخطأ في الواقع.


بالطبع إن لم تكن متعودا علي الكتابة فستحتاج لحافز أو مثير يدفعك لها و بين يديك بعض محفزات تدوين اليوميات لتحثّك على البدء:

 

  • كيف يمكنني تطبيق العناية الذاتية اليوم؟

  • ما هي الأمور التي تخيفني بشكلٍ كبير ولماذا؟

  • ما هو المكان الذي أحب السفر إليه ولماذا؟

  • متى يغمرني الشعور بالسعادة القصوى؟

  • ما هو الجزء المفضل لدي من اليوم؟

وغير ذلك كثير بعد طرح الأسئلة و التجربة الأولى تستطيع أن تتذوق الفائدة و من ثم الاستمرار عليها.

ماذا تحتاج لتبدأ ؟

لا شئ فقط ابدأ .

أراك تتساءل  هل ستنتهي مشكلاتي بالكتابة؟

لا ترفع سقف توقعاتك:

إن تدوين اليوميات لن يكون مفتاحًا لحل المشاكل، فلا يمكن استبداله بالمعالج النفسي، لكن استنادًا إلى هذه الطريقة قد تفهم نفسك بصورةٍ أفضل.

في النهاية أتمنى لكم التوفيق.

 

 

 


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يمكن أن تترك تعليقا

الاسمبريد إلكترونيرسالة