كيف تقيم علاقة مع كتاب ؟

 كيف تقيم علاقة مع كتاب ؟

 

منذ أن أصبح إيقاع الحياة سريعا و اخذتنا دوامة الحياة بعيدا عن أصدقائنا بل و أصابتنا - أحيانا - لوثة النفعية فانسحب معظم الناس عن الناس و لكن أصحاب الوعي منهم يعلمون أن لا حياة بغيرأُنس صديق ومع مرور إسترجع البعض علاقته مع الكتاب لعلمه أنّ الكتاب أفضل صديق قادر على أن يصاحبه في كل مكان وزمان، ولن يندم على وقت قضاه في قراءة كتاب مهما كان رأيه به.


كما قال المتنبي : وَخَيرُ جَليسٍ في الزَمانِ كِتابُ 


(لأنك لا تخشى غوائله و يؤدبك بآدابه، و يؤنسك عند الوحشة بحكمه.)


إنه الصديق الوحيد الذي لن تخشي أن تثقل عليه ففي العالم اليوم 129 مليون كتاب كلها تتمنى قربك و رضاك .


و قد يقول قائل : أنا أتمني أن أتخذ الكتاب صديقا لكني لا أحب القراءة أو أنها ثقيلة عليَ ماذا أفعل؟


أقول لك دعني يا صديقي أستدعي قول الحكيم : لا يوجد أحد لا يحب القراءة و لكن يوجد من قرأ كتابا لا يناسبه !


يعني تجربة مريرة لكتاب لا يناسب ذوقك واحتياجك فكون هذا الانطباع .


أو أنك لا تعرف حقا كيف تقيم علاقة جيدة معه .


دعني أخبرك اذن : 


كيف احدد مواصفات صديقي الكتاب :


 أولا : ارفع واقعك و مدى احتياجك ؛ما الذي ينقصك معلوماتيا و مهاريا .


ثانيا : اجمع قائمة بالتخصصات التي تحتاجها .


ثالثا: اجعل جلوسك معه مكافأة لك و وقت استرخائي .


رابعا :شارك علاقتك مع كتابك و استفادتك منه.


خامسا : اجعل حد ادني للقراءة يوميا و لو صفحة واحدة.


سادسا : خطط بداخله فهذا حوار جميل.


هكذا كما كل العلاقات تراكمية خطوة خطوة تنمو وتتعمق حتى تصبح من العشاق الذين يدمنون شم الأوراق القديمة حتى صنعوا منها عطرا مفضلا .

لا تظن  أنني أبالغ تابع القراءة :


من أين تأتي الرائحة المميزة للكتب؟


يُعد التحلل الكيميائي للمركبات الموجودة داخل الورق هو ما يؤدي إلى إنتاج الرائحة المميزة للكتب القديمة؛ تحتوي أوراق الكتب على السليلوز وكميات أقل من اللجنين، كل من هذين المركبين يأتيان أساسًا من الأشجار التي تُصنّع اوراق الكتب من أخشابها، حيث تحتوي الأوراق ذات الملمس الناعم على كمية اللجنين أقل بكثيرٍ من أوراق الجرائد ذات الملمس الخشن مثلًا،  ولكن ما دور اللجنين وما مدى تأثيره على الكتب؟ 


يساعد اللجنين على ربط ألياف السليلوز مع بعضها، والحفاظ على صلابة الخشب. كما أنه مسؤولٌ عن اصفرار الورق القديم مع التقدم في الزمن، إذ أن تفاعلات الأكسدة تتسبب في تكسير اللجنين إلى أحماض، والأحماض تساعد بدورها على تكسير السليلوز، إذًا  فإنَّ رائحة الكتاب القديمة مشتقة تقريبًا من هذا التحلل الكيميائي (تحلّل السليلوز واللجنين على مر السنين.

تُنتج هذه التفاعلات -المُشار إليها عمومًا باسم “تحلل الأحماض”- مجموعةً واسعة من المركبات العضوية المتطايرة، وكثيرٌ منها من المُرجح اشتراكه في إنتاج رائحة الكتب القديمة، وقد حدد العلماء مجموعة من المركبات الكيميائية التي تساهم في إنتاج رائحة الكتب القديمة وهي:

1- البنزالديهايد (benzaldehyde ) يضيف رائحةً تشبه رائحة اللوز.

2- الفانيلين (vanillin) يضيف رائحة تشبه الفانيلا.

3- مُركبا إيثيل البنزين  (ethylbenzene) والطولولين(toluene ) يضيفان رائحةً حلوة.

4- مركب 2-إيثيل هيكسانول (2-ethyl hexanol) يساهم قليلًا في إعطاء رائحة الأزهار.


حتى قام أحد مصانع العطور في فرنسا باستهداف عشاق الكتب و قاموا بتصنيع عطر من هذه المكونات!


ألم أقل لك علاقة فريدة.


و الآن ما الذي تقدمه لنا هذه العلاقة لو حافظنا عليها بانتظام؟


 ان القراءة تقدم لنا الكثير من الفوائد، خاصة إذا واظبت على القراءة كل يوم ومنها ما يلي:


1. التحفيز العقلي

أظهرت الدراسات أن الاستمرار في التحفيز الذهني يمكن أن يبطئ مع تقدم العمر، لأن الحفاظ على عقلك نشطاً ومشاركاً يمنعه من فقدان الذاكرة أو الخرف أو الإصابة بمرض الزهايمر، تماماً مثل أي عضلة أخرى في الجسم، يتطلب الدماغ التمرين لإبقائه قوياً وصحياً.


2. الحد من الإجهاد

بغض النظر عن مقدار الضغط الذي تتعرض له في العمل أو في علاقاتك اليومية أو عدد لا يحصى من المشكلات الأخرى التي تواجهها في الحياة اليومية، فإن كل ذلك يتلاشى عندما تفقد نفسك في قصة رائعة وجذابة أو معلومة ترفع بها الجهالة عن نفسك.


يمكن للرواية المكتوبة جيداً أن تنقلك إلى عوالم أخرى، بينما تشتت انتباهك المقالة الجذابة وتبقيك في الوقت الحاضر، ما يترك التوترات تتلاشى وتسمح لك بالاسترخاء.

3. المعرفة

كل ما تقرأه يملأ رأسك بأجزاء جديدة من المعلومات، وكلما زادت معرفتك، كنت أفضل تجهيزاً لمواجهة أي تحد قد تواجهه في المستقبل.


4. التوسع في المفردات


كلما قرأت أكثر، اكتشفت المزيد من الكلمات، وستجد حتماً طريقها إلى مفرداتك اليومية، لأن هذا يساعدك في أن تكون حسن الكلام ومرتباً في حديثك، كما أنه يزيد من ثقتك بنفسك، ما يساعدك في حياتك المهنية والعلمية.


5. تحسين الذاكرة


عندما تقرأ كتاباً، عليك أن تتذكر مجموعة متنوعة من الشخصيات وخلفياتهم وطموحاتهم وتاريخهم و فروقهم الدقيقة، بالإضافة إلى مختلف السياقات والحبكات الفرعية التي تنسج طريقهم من خلال كل قصة.


6. مهارات التفكير التحليلي


هل سبق لك أن قرأت رواية غامضة مذهلة وحللت اللغز بنفسك قبل الانتهاء من الكتاب؟ إذا كان الأمر كذلك، فقد تمكنت من استخدام التفكير النقدي والتحليلي بشكل جيد، فإن القدرة على تحليل التفاصيل يكون مفيداً للغاية في حياتك.


7. تحسين مهارات الكتابة

إن التعرض للقراءة لموضوعات أو كتب أو مقالات مكتوبة جيداً له تأثير ملحوظ على كتاباتك شخصياً، حيث إن ملاحظة إيقاع وسيولة وأنماط الكتابة للمؤلفين الآخرين ستؤثر دائماً عليك بالطبع، خاصة إذا كان المؤلف من الأشخاص المفضلين إليك.


قدمت لك يا عزيزي مفاتيح لهذه العلاقة الفريدة و الآن جاء دورك مع الخطوة الأولى .

أتمني لك لحظات سعيدة


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يمكن أن تترك تعليقا

الاسمبريد إلكترونيرسالة